اسلاميات

ما حكم دعاء غير الله عزّ وجل

حكم دعاء غير الله عز وجل

حكم دعاء غير الله عز وجل

لا شكّ أن الله عزّ وجل حين شَرَعَ لنا الدعاء وطالبنا به، كان يقصدُ من وراء ذلك فتح أبواب الصلة به، وتشريع نوافذ الخير علينا، فالدعاء للمسلم؛ هو طوق النجاة من كل كرب، والمخرج من كل همّ، وهو الذي يضمن للعبد دوام الانتفاع من المدد واللطف الإلهي، كما ويعدّ الدعاء واحد من أفضل العبادات التي يرجى من خلالها التقرب إلى الله، والتذلل لجنابه العظيم، والخضوع إلى أمره، وهذا الأصل في الدعاء، ولكن يثور السؤال هنا: هل يمكن للعبد أن يدعو غير الله تعالى؟ وما حكم ذلك؟ وهل يعدّ شركًا أم لا؟ هذا ما سوف نتعرف عليه اليوم من خلال مقالتنا لكم.

 

فضل الدعاء وبركته:

 

يقول الله تعالى في كتابه العزيز مخاطبًا النبي محمد صلى الله عليه وسلم ” وإذا سألك عبادي عنّي فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني” يتبين لنا من خلال هذه الآية الجليلة، ما يوضحه الله جوابًا على سؤال وحاجة الناس إليه، فيطمئنهم أنه قريب، ثم يجعل صلة الرحمة بينه وبينهم “الدعاء” ليقول أن الدعاء هو الطريق المباشر الذي يتقرب الله به من عباده، ويتقرب العباد به إلى ربهم، وتزيد أهمية الدعاء للإنسان المسلم حين يدرك مدى فقره وضعفه وقلّة حيلته، فيلجأ بذلك إلى الله الغني الواسع، ليطلب من مداد رحمته، فالدعاء هو حبل الوصل بالله، وهو الذي يقوينا في هذه الحياة؛ وفي ذلك تتضح البركة ويتجلى الفضل، وبه يتبين أهمية الدعاء لله والتضرع.

 

هل يعتبر دعاء غير الله من الشرك؟

أشار فقهاء الدين الإسلامي الدراسين، أن الدعاء هو فعل يوجه به إلى الله وحده، فهو أهل التوحيد، والتذلل، والتضرع، والطلب، ومن دونه من الناس هم عباد لا يلكون ضرا ولا نفعا، وبالتالي فإن دعاء غير الله يعدّ شركًا بينًا، ويترتب عليه وجود خلل في تديّن الإنسان، فلا يحوز للإنسان المسلم توّسل غير الله، واختلفت الأقوال حول درجة الشرك المتعلقة بهذه المسألة، فقال البعض أنه شرك أصغر، وقال البعض أنه شركا أكبر، ولكن في كل الأحوال اجتمع العلماء على أن الداعي غير الله هو مشرك، ويتم التعامل معه وفق  أحكام المشركين.

 

مخاطر الدعاء لغير الله تعالى

 

يعدّ الدعاء وسيلة للعبد في التواصل مع ربه، وفيها تتضح عبودية الإنسان الفقير لله الغني الواسع، ومن خلاله يتلطف الله بنا، وبمدنا بمدده وخيره وهدايته، فهو المالك والقادر، أما الدعاء لغير الله تتضح خطورته في كونه طلب وتوسل من فقير لفقير، فلا يملك الانسان للإنسان شيئا، كما وتتضح في كونه يعتبر شركا بالله، ويُوجب على صاحبه أحكام الشرك، ليهدد بذلك مصيره الأبدي، فمن العاقل الذي قد يضحي بمصيره الأبدي من أجل دعاء غير الله!

 

السابق
موقع نتيجة الثانوية الازهرية 2022 رابط بوابة الازهر الشريف
التالي
تفاصيل مثيرة: بصحبة آل الشيخ ماذا قال “محمد رمضان” للملك سلمان وولي عهده